لمحة تاريخيّة عن تاريخ حركة الحر
بمناسبه الذكرى الـ 46 لميلاد حركة الحر المجيدة، التي تأست في 5 مارس1978، خلدت صفحة اجماعة أدباي هذه الذكرى من خلال أسبوع مفتوح مخصص لمسار الحركة النضالي والدور التاريخي لجيل التأسيس في وضع اللبنات الأساسية الأولى، والمكتسبات المنجزة لصالح مكون لحراطين، والعراقيل والصعوبات التي واجهت ذلك النضال الشريف.
وقد شكلت هذه المناسبة فرصة للعديد من العمداء للإدلاء بشهادات عن تجاربهم، وأهم المحطات المضيئة في مسار الحركة النضالي.
وتمحورت مداخلات الأعضاء حول العناوين والمحاور التالية:
– جيل التأسيس وإرهاصات النشأة
– محاكمة قادة الحركة سنة 1980 في روصو
– الانقسامات التي شهدتها القضية
– المشاركة في الحراك التطوعي والنقابي ما بين 1981 إلى 1984
– مشاركة الحركة في بلدية نواكشوط سنة 1986
– ترشح الرئيس مسعود ولد بلخير لبلدية نواكشوط 1990
– حركة أفديك وبداية المسلسل الديمقراطي
– انقسام الحركة بين المعارضة والموالاة
– مسار جناح الحر فى المعارضة
– مسار جناح الحر في الموالاة.
أولا: جيل التأسيس وإرهاصات النشأة:
يجمع الكثير من رواد النضال على أن الوعي بالقضية الحرطانية بدأ مع نشأة الحر، ويرجع الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى للآباء المؤسسين الذين أسسوا الحركة خمس مارس سنة 1978 كأول تعبير جلي وواضح من نخبة قليلة من أبناء المكون الذين حالفهم الحظ في التعليم، فطبقا لما هو موثق في ميثاق الحركة، وحسب الترتيب الأبجدي بالفرنسية فإن الأعضاء المؤسسين هم السادة التالية أسماهم:
1- عبد الرحمن ولد محمود
2- عاشور ولد دمب
3- عاشور ولد صمب
4- أحمد سالم ولد دمب
5- أعمر ولد أحمد دين
6- بلال ولد ورزك
7- بوخريص ولد احمد
8- الكيحل ولد محمد العبد
9- مسعود ولد بلخير
10- محمد الأمين ولد أحمد
11- سيدى عبد الله ولد محمود
12- سيدى ولد مسعود.
وكان الأستاذ الكيحل ولد محمد العبد هو أول أمين عام لهذه القيادة.
ثانيا: الاعتقالات والمحاكمة فى روصو:
وقعت الاعتقالات على إثر المظاهرات المناهضة لبيع مستعبدة في أطار، وشملت بعض قادة الحركة وأبرز أطرها النشطين من خارج القيادة وحتى بعض المناضلين القاعديين، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر السادة والسيدات التالية أسمائهم:
1- عبد الرحمن ولد محمود
2- أحمد سالم ولد دمب وهو مقرر الحركة
3- عاشور دمب
4- عاشور صمب
5- سيدى عبد الله ولد محمود
6- بوبكر ولد مسعود
7- بيجل ولد هميد
8- محمد ولد صمب
9- محمود ولد سعيد
10- باه ولد بياه
11- محمد عبد الله ولد معطل
12- المولود ولد الداه كاتب إدارة فى وزارة الداخلية (كان يطبع منشورات الحركة)
13- أم العبد فال (تم ستجوابها)
14- امباركة سي، (هى الأخرى تم استجوابها)
15- محمد ولد مسعود (تم اعتقاله)
وبعد الخروج من السجن تم توسيع قيادة الحركة ببعض الشخصيات نذكر منهم:
1- بيجل ولد هميد
2- بوبكر ولد مسعود
3- سيدى ولد جابر الذى أصبح هو الرئيس بعد الخروج من السجن
4- ساموري ولد بي
5- محمد لحبيديات.
ثالثا: انشقاق التيار القومي بعد فترة وجيزة من محاكمة روصو
وضم هذا التيار السادة
1- محمد ولد الحيمر
2- عاشور ولد صمب
3- اسغير ولد امبارك وآخرون.
رابعا: مشاركة الحركة في الحراك التطوعي و العمل النقابى
وهى المجالات الوحيدة التى كانت تتاح للحركات السياسية في العهد الاستثنائي، وقد استطاعت حركة الحر من خلالها أن تسجل حضورا بارزا في الهرم القيادي للنقابة الوحيدة الموجودة في البلد أنذاك.
خامسا: مشاركة الحركة في بلدية نواكسوط:
وقد رشحت لها الدكتور عثمان ولد يالى رحمه الله في أول انتخاب للبلديات 1986.
سادسا: مشاركة الحركة في بلديات 1990 من خلال ترشيح الرئيس مسعود ولد بلخير
وكان هذا الترشح مناسبة لظهور خطاب الحركة للعلن، حيث استمعت جماهير لحراطين لأول مرة لخطاب يصادف هوى في نفوسهم ويقدم تشخيصا واقعيا ويقترح حلولا لمشاكلهم، وهو الخطاب الذى التفت حوله وبقوة جماهير لحراطين.
سابعا: بداية المسلسل الديمقراطي وميلاد جبهة فديك
وهى تكتل سياسي ضم إلى جانب حركة الحر بقياد مسعود ولد بلخير و الحركة الديمقراطية بقيادة المرحوم محمد المصطفى ولد بدر الدين، وحركات الزنوج بقيادة المرحوم حوب صمب هاويري، والمرحوم الحضرامى ولد خطرى محمدن ولد باباه، وقد وقعت هذه الشخصيات الآنف ذكرها وثيقة تطالب بالتعددية ودمقرطة الحياة السياسية، ليتك بعد ذلك اعتقالها وسجنها فى تشيت.
ثامنا: انقسام الحركة
اجتمعت قيادة الحركة لتحديد خيارها السياسي وانقسمت إلى تيارين الأول يتجه للموالاة بقيادة بيجل ولد هميد والمرحوم محمد الأمين ولد احمد وآخرون، والثانى يدعو للمعارضة بقيادة الرئيس مسعود ولد بلخير وبوبكر ولد مسعود وعمر ولد يالي، وعبد الرحمن ولد محمود، والساموراي ولد بي وآخرون.
تاسعا: مسار الحر المعارض
اجتمع هذا التيار وعين الرئيس مسعود ولد بلخير رئيسا له، وبعد إطلاق سراح سجناء جبهة فديك، تم تأسيس حزب اتحاد القوى الديمقراطية وتولى الزعيم مسعود ولد بلخير منصب الأمانة العامة له، حيث سطع نجمه خلال مهرجانات وأنشطة الحزب باعتباره القائد الوحيد بدون منازع، وولد ذلك عداء للحركة داخل الحزب لتدخل مهم فى صراع بدأت أول بوادره عندما اعترضت هذه الحركات على ترشيح مسعود ولد بلخير لرئاسيات 1992 وجلبت الرئيس أحمد ولد داداه، وانتهت بخروج الحركة من هذا الحزب 1994 لتبدا بعد ذلك التحضيرات لإنشاء حزب العمل من أجل التغيير، وفي هذه الأثناء أنشأت الحركة ثلاثة أذرع وهى:
– ذراع سياسي بقيادة الرئيس مسعود ولد بلخير
– ذراع حقوقي بقيادة الرئيس بوبكر ولد مسعود
– وذراع نقابي بقيادة الأمين العام الساموري ولد بي
وقد كلف الأول بتحضير ملف حزب العمل من أجل التغيير، والثانى بملف نجدة العبيد، والثالث بملف الكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا، وحصل الحزب على التشريع سنة 1995 وشارك في انتخابات 1996 التشريعية وفاز بمقعد نائب السبخة كأول حزب معارض يحصل على مقعد برلماني.
اعتقل الرئيس مسعود ولد بلخير 1997 وبعد عدة أيام من الاعتقال في إدارة أمن الدولة قرر الإضراب عن الطعام، بعد ذلك دعت قيادة الحركة المناضلين للخروج في مظاهرات عارمة حتى يتم إطلاق سراح الرئيس مسعود ولد بلخير، ولكن السلطات استبقت يوم الواقعة وأطلقت سراح الرئيس مسعود فجرا.
وفي سنة 1998 أجرى الرئيس بوبكر ولد مسعود وهو أنذاك نائب رئيس حزب العمل من أجل التغيير، والمرحوم الشيخ سعد بوه كمرا، والأستاذة فاطمة امبي تصريحا لإذاعة فرنسا الدولية تحدثوا خلاله عن وجود العبودية في موريتانيا، ليتم اعتقالهم على إثر ذلك، ورد الرئيس مسعود ولد بلخير بالدعوة إلى مظاهرات مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، كانت عنيفة، وفي مساء نفس اليوم تم اعتقال شخصيات قيادية في الحركة وهم:
1- عمر ولد يالي
2- ساموري ولد بي
3- محمد ولد بربص
4- سمت ولد بلال
5- سيد احمد ولد السالك
6- أمين عام قسم الحزب في الرياض
7- أمين عام قسم الحزب في تيارت.
وبعد عشرة أيام من الاعتقال في إدارة أمن الدولة، أحيلوا للإقامة الجبرية كل فى مسقط راسه، ما عدى سيد أحمد ولد السالك الذى قضى إقامته فى مقاطعة المذرذرة.
واستمرت هذه الوضعية مدة شهرين قبل أن يصدر الرئيس معاويه ولد سيد الطايع عفوا شاملا، تزامن مع حلول فاتح مايو العيد الدولي للعمل، وبدأ التحضير لمسيرة النقابة كما هول الحال كل سنة منذ إنشاء الكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا ، حيث تواجهها الأجهزة الأمنية بالعنف، لكن في هذه المرة بالذات ليلة فاتح مايو منتصف الليل حصلت الكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا على رخصة التشريع، أما منظمة نجدة العبيد فلم تحصل على تشريعها إلا بعد الإنقلاب على معاوية.
وشارك حزب العمل من أجل التغيير في الانتخابات التشريعية لسنة 2000 وحصد أربعة مقاعد برلمانية وهم:
الرئيس مسعود ولد بلخير والرئيس صار ابراهيما، والمرحوم جاورا كانى، والنائب جتام نائب نواذيبو، وأربع بلديات هي الميناء والسبخة والرياض وسيليبابي .
وفي أول جلسة علنية للبرلمان المنتخب تحدث الرئيس مسعود ولد بلخير ولأول مرة في تاريخ البلد من داخل القبة البرلمانية عن معانات لحراطين، لترد الحكومة بحل الحزب، وقد اعترضت الحركة بمساعدة هيئة المحامين على قانونية الحل، وبعد تأكيد المحكمة للقرار، شرعت في التحضير لإنشاء حزب جديد اسمه المعاهدة من أجل التغيير لكن النظام منعه من الترخيص، لتبدأ مفاوضات مع قادة حزب التحالف الشعبي التقدمي ذو التوجه الناصري، ويتم الاندماج سنة 2003 بعد ما أجريت تغييرات كبيرة على نظمه التأسيسية والتنظيمية، وانتخب مسعود ولد بلخير رئيسا له، وتوازيا مع ذلك وصل خطاب الحركة للمحافل الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا وفرنسا من خلال مشاركة الرئيس مسعود في العديد من المنتديات والندوات، وساهمت منظمة نجدة العبيد والكونفدرالية الحركة لعمال موريتانيا بدورها في نشر خطاب الحركة في جنيف وبركسل وتيرين بإطاليا.
ورشحت الحركة مسعود ولد بلخير سنة 2003 كأول حرطاني يرشدشح لهذا المنصب، وسنة 2007 وقعت إتفاق مع المرحوم سيدي ولد الشيخ عبدالله حصلت بموجبه على قانون تجريم الرق وأربعة حقائب وزارية ورئاسة البرلمان، إلى جانب وظائف إدارية سامية أخرى.
قادت حركة الحر مناهضة الانقلاب على نظام المرحوم سيدي ولد الشيخ عبدالله، وقد أجمعت أغلب القوى السياسية المناهضة للانقلاب على ترشيح الرئيس مسعود ولد بلخير لرئاسيات 2009 حيث احتل المرتبة الثانية في هذه الانتخابات.
أخيرا: مسار الحر فى الموالاة
اتسم وجود الحر داخل النظام بالتنافس الشديد بين تيارين هما جناح الحر الأصيل كما تسميه جماعة بيجل وجناح الحر القومي (العرب السمر) كما تسميه جماعة المرحوم محمد ولد الحيمر، وقد استغل النظام هذا الاستقطاب بين الجناحين وعمد إلى أن تصعد تارة جماعة وتارة الجماعةالأخرى، حيث تراوح حضور المكون مابين وزيرين إلى ثلاثة، لتختتم الحقبة بتعين الوزير الأول السغير ولد امبارك باعتباره أول وزير أول من المكون قبل الإطاحة بنظام معاويه ولد سيد أحمد الطايع سنة 2005.
وفي خلاصة هذا النقاش المثمر خرج المشاركون بالتوصيات التالية:
1- تحديد يوم خمسة مارس 2025 الذكرى 47 السابعة والأربعون لميلاد حركة الحر مناسبة لتكريم القادة المؤسسين للحركة.
2- كتابة تاريخ الحركة انطلاقا من المعطيات المحددة فى إحاطة الأيام المفتوحة وغيرها لتكون مرجعا للطلبة والباحثين والمهتمين بتاريخ الحركة.
3- تشكيل لجنة مكلفة بتنفيذ توصيات اجماعة أدباي.
صادر عن: اجماعة أدباي*
• وهي مجموعة واتسابية تضم معظم قادة الرأي من أكادميين وسياسيين وحقوقيين من مكونة لحراطين