الإستقالة :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم
بسم الله أبد، وعليه اتوكل، واليه انيب رغم قناعتي الراسخة بوحدة الشعب الموريتاني و تآخيه و بحتمية المصير و العيش المشترك بين كل مكوناته، كنت من الأوائل الذي اقتنعوا بإيرا و فكرها النضالي الانعتاقي و الثورة الفكرية و العقائدية و الدينية التي خلقتها في المجتمع الموريتاني حيث خلقت نقاشا دينيا جريئا خالي من المجاملة و المحاباة نتج عنه وعي ديني و فكري وحقوقي عام، وكان طرح وتنظير وجرعة وشجاعة الرئيس بيرام الداه اعبيد و ذكاء و حكمة و ثقافة الرئيس ابراهيم بلال رمظان اكثر شيئا شدني الي هذا التيار في بداياته انا ذاك، بالإضافة الي حماسة وتضحيات كل المناضلين الشرفاء الصامدين في ميادين النضال و ساحات الشرف، و أزداد تعلقي بها بعد المحرقة التي اعتبرتها حين اذن غزوة من غزوات الاسلام و احدي الفتوحات النضالية الملهة، الشيء الذي جعلني أعلن علي الملأ و علي رؤوش الاشهاد التحاقي و انتسابي و تبني لفكرها.
كنت فخورا جدا بدفاعي المستميت عن فكرها وعن اطروحات زعيمها و تبني خطابه بما فيه، رغم تحفظي علي بعضه لكن ضخامة الظلم و مرارة المعاناة، و تجذر العنصرية و الاستعباد وجبروت وبطش الحكام، و قلة الاوفياء للمبادئ و للقضية، جعلتني اغمض عيني عن ذالك التحفظ، لكن تجربتي في إدارة حملة انواكشوط الرئاسية 2019، و المشاركة في إدارة الانتخابات التشريعية و البلدية و الجهوية 2023، وتجربتي في حزب الرك كأمين تنفيذي، و رئاستي للجنة الوطنية المكلفة بالتحضير لرئاسيات بيرام 2024، كل هذا جعلني اخوض حسابا عسيرا و دقيقا مع نفسي و استخلص العبر و أخذ قراري هذا…، لقد تخاصمت مرات و تشاجرت مرات عديدة و دخلت في حروب لا هوادة فيها مع النظام السابق و مع الظلاميين و الاستعباديين، أعداء الحرية و المساواة في وسطي الاجتماعي استخدمت فيها كل الاسلحة الغير الشريفة و اللاخلاقية ضدي لتركيعي و ثنيي عن مواقفي النضالية و مبادئي هذه التضحيات الجمة و الكبيرة ليست للبيع كلا، و لا اريد منها جزاء ولا شكورا بلا، لكني لم أري لها إثر لا في المشاركة في اخذ القرارات الفعالة و المؤثرة و لا المشاركة في توزيع المكاسب سواء كانت انتخابية او وظيفية ولا حتي بالاشادة او التلميح من قيادة المشروع الذي آمنت به ازيد من عقد من الزمن و بذلت فيه الغالي و النفيس، و نحن في النهاية سنظل بشر لنا ضمائر تحاسبنا، ولنا طموح يدفعنا، و علينا حقوق تثقل كاهلنا، ونحمل اهداف نبيلة نسعي الي تحقيقها، ومن المهم عندنا رؤية أنفسنا و ترك بصماتنا في مشروع كنا جزء من نشأته و ركيزة اساسية من بنيانه في مراحله الاولي عندما كان الجميع يختبئ او يكن له العداء الشديد..
ونظرا لتكرار هذه الأخطاء وتراكمها صار من الصعب او من المستحيل مواصلة ركوب هذه السفينة دون ان تكون لدي قدرة المشاركة في قيادتها وتوجيهها، حتى من اجل إنقاذها وعليه فإنني أعلن علي بركة الله استقالتي من عضوية كل من:
1-حركة ايرا كعضو سابق في مكتبها التنفيذي
2- استقالتي من المكتب التنفيذي لحزب الرك كأمين تنفيذي مسؤول عن التعبئة والتحسيس واليقظة والشباب
3- من رئاسة اللجنة الوطنية المكلفة بالتحضير لرئاسيات بيرام 2024 –
وأتمني لإخوتي وزملائي وأصدقائي في حركة إيرا وحزب الرك التوفيق.
وبعد دراسة الساحة السياسية والحقوقية في البلاد والمشاريع السياسية التي لها طموح البناء والتنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية اخترت الالتحاق بالمشروع الرئاسي لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني و ادعو الي التصويت له و انتخابه رئيسا لموريتانيا للمرة الثانية.
والله الموفق والمستعان
المهندس محمد جار الله
أنواكشوط بتاريخ 25/04/2024