نبتعد قليلا لنأخذ نفسا ونجد وقتا لأنفسنا بعيدا عن مشاغل الحياة التي تستهلكنا حتى آخر قطرة.
نسمتع قليلا بهواية التصوير ونرى مجتمعات تفصلنا عنها هوة سحيقة خلقتها الأمية وضيق الأفق وعقود من تحكم الجهلة في رقاب البلاد والعباد.
الناس هنا مبتسمة، منطلقة تفعل ما تشاء مادام في حدود القانون تعمل وتنتج وتحول البشاشة والهواء الى 45 مليار أورو سنويا.
في جزر الكناري لا يوجد ماء عذب، ولا مصادر طاقة ولا معادن ولكن في الوقت نفسه لا أمية ولا قبيلة ولا يُقدس كاهن يجزم بأن الأرض مسطحة وثابته بدليل أن طناجر أهل تنريفي لم تسقط على الأرض، ولن تجد من يدافع عن من سرق المليارات بحجة أنه رجل.
هنا معارك الأجداد في معارك أذن الجربوع مجرد تراث يتسلى به المؤرخون ولن يهتم أحد إذا كان جدك قديسا يمشي على الماء أم قرصانا أعور.
أجسام الناس صحية كما عقولهم وأخلاقهم، لن يحاول سائق الأجرة أن يسرقكك كما إسطنبول ولن يبتزك الشرطي كما في مطار القاهرة.
إذا لمست شعرة من رأس طفل فلن ترى الشمس ولن ينقذك قاض من قبيلتك او وكيل جمهورية يتملق مسؤولا كما يحدث مع مغتصبي الأطفال في بلادنا.
روى لي صديق انه كان على علاقة باسبانية وتعرف على زميلتها فأغرم بها وحاول ربط علاقة معها.
لم تنجح الخطة وأعلمت صديقتها فأقامت الدنيا وأقعدتها وظل لسنة يحاول إرضائها ولانت كثيرا وأحس بأنها ستتجاوز خطيئته، فقرر أن يسرع الأمر بمنحها “آمسڨري” ووضع ثلاثة آلاف أورو في ظرف وقدمها لها
استغربت وسألته عن السبب.
حاول أن يشرح لها أنها هدية لإرضائها فصفعته ورمت النقود في وجهه.
عندما حكى القصة لصديق إسباني وصفه بالحمار وقال:
لم ار في حياتي من هو اسوء أخلاقا، كيف تعاملها على انها سلعة تباع وتشترى؟!
كانت وردة تفي بالغرض.