البعض يكفيه من الدين الوعد بالحوريات وأنهار اللبن والعسل والخمر والوعيد بالنار المستعرة وشجرة الزقوم، أما البعض فلا يحركه الخوف من النار والطمع في الجنة فقط بل يحتاج لأن يلبي حاجة روحية حيث يجتاحه حب لا حدود له يتخطى كل الآفاق، ويجد لذة في العبادة ليس لأنها فرض فقط، بل لأنها أوقات خلوة مع من تتعلق به القلوب.
الفهم الأول بسيط وغالبا ما ينتشر في الصحاري وبين بسيطي الأفهام، أما التصوف فكان دوما مقترنا بالحضارة، عبد القادر الجيلاني والجنيد في العراق، ابن عربي الأندلسي،وذو النون وابن الفارض في مصر و أحمد التيجاني وأبو الحسن الشاذلي من المغرب.
الصوفية منشغلة برياضة النفس وتهذيبها و السلفية مولعة بإطلاق الأحكام من تبديع وتفسيق وتكفير
الصوفية أدخلت الناس أفواجا في دين الله والسلفية كفرت المسلمين وأخرجتهم جملة من الملة.
أنجبت الصوفية أعظم المجاهدين شيخنا الشيخ ماء العينين القادري وعمر المختار المقدم في السنوسية وعز الدين الق..سام التيجاني والأمير عبد القادر الذي ينتسب لأكثر من مدرسة صوفية.
وأنجبت السلفية البغدادي وعنتر الزوابري والزرقاوي وبوك…و حرام والقا…عدة و أكبر علماء السلاطين عبر العصور.
يقول نبيه الله عيسى عليه السلام: بثمارهم تعرفهم.
جمعت الصوفية المذاهب وفرقت السلفية الناس، وأشعلت نيران الحرب الضروس بين طوائف المسلمين.
الإسلام يسع الجميع، المسطح والعميق الإنساني والجلف، العدواني والمحب ولكن الإيمان والإحسان يبقى لأصحاب القلوب.