يستشف من التحليلات المتناثرة هنا و هناك بأن الأرض انشقت و ابتلعت موريتانيا، و لم يبقى في عداد الناجين غير هذه الجماعة!؟
ولد محم “عقل مدبر” و ولد اجاي “يريد التهدئة ” و ولد احويرثي “يريد التصعيد” و غزواني “حكيم ينظر للمستقبل” …
كلها قصص من نسج الخيال تُكذبها الأحداث و الواقع في العشرية وقبلها. غزواني يدخل النصف الثاني من العشرية الثانية بكروت محروقة من عشرية صديقه الأولى!
من يعتقدون بأن ولد اجاي يصلح طوق نجاة لغزواني في النصف الثاني من عشريته، تكشف ضحالة تفكيرهم وضعية ولد عبدالعزيز الذي دلل ولد اجاي و جمع له بين الاقتصاد و المالية.
من يرون فيه “وسيط تهدئة” ، تفضحهم حالة البلد السياسية و ذوبان كل أحزاب المعارضة في أغلبية النظام. الوحيد الذي خلت له الساحة من الأحزاب هو برام الداه أعبيد ، و لكنه لا يملك مشروع ولا رؤية و يُخيل إليه بأنه الكل في الكل.
غزواني لا يحتاج لوسيط بينه وبين “صاحبه” برام الذي كان أقرب إليه من حبل الوريد و من دون وسطاء ولا ضمانات. غزواني و برام كالشاة و الذيب و الأيام القادمة كفيلة بكشف كواليس هذه الحفلة التنكرية.
ولد محم لا يرى أبعد من أنفه و مجرد قصبة هوائية في مهب الريح. ولد محم يفتقر إلى بعد النظر و كل طموحه صبغة باذخة بعد ان طار غرابه، و بيزنس مُناكحاتي قريب من منبع الثروة. نظرة سريعة على تاريخه و خرجاته و خطاباته توضح بأن بوصلته في أمعائه، و ولاؤه لمن يجلس على الكرسي.
ولد احويرثي هو الآخر ليس رجل دولة و مجرد رجل موريتاني تقليدي ، وجد نفسه فجأة في مفاصل السلطة في ظل “شيخه” .
خرجات ولد احويرثي منذ توليه حقيبة الداخلية في كل الأزمات التي مرت بالبلد، تجعل من يستمع إليه يدرك بأنه جسم غريب في مكان حساس يتطلب حصافة و بعد نظر و دهاء. لا يملك ولد احويرثي من الحلول إلا القمع و قطع الإنترنت لأتفه الأسباب.
ختاما لا شيء يُميز رئاسة الوزراء في موريتانيا عن باقي الوزارات إلا امتيازات مادية مثل الراتب و كثرة المسروقات و الأسفار و الراحة.
رئيس الوزراء في موريتانيا هو تجسيد صارخ لـ “امحيگن آدرس”، و حتى تشكيل الحكومة لا يملك فيه قرارا حاسما. رئيس الوزراء في امراغستان لا يملك قرار من يبقى من الوزراء و لا من يغادر. ولد اجاي في الديوان هو نفسه ولد اجاي في رئاسة الوزراء، و المحدد لبقاء أي وزير هو مدى قربه من غزواني و أهل بيته.
هذه حكومات تبادل أدوار لا تفيد الناس بشيء ، و كل الشواهد توحي بأن مأمورية غزواني الثانية ستكون اسوأ من الأولى. سيبدأ غزواني ممارسة هوايته التي يُتقن و هي التحليق في الفضاء، و تبقى حيتان الحكومة تتسابق في النهب.