الصهيوني أنه “صهَر” الوعي الفلسطيني كما أوصى منظرو الكيان الصهيوني بكيفية إماتة روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، وهو ما نبه له المقاوم البطل المفكّر وليد دقّة، في كتابه “صهر الوعي”، والذي أمضى حتى اليوم 37 عاما في الأسر على رغم أنه مصاب بمرض السرطان.
لم يتمكن العدو، عبر سجونه واغتيالاته عند الحواجز، ونسف البيوت، من أن “يصهر” وعي الفلسطينيين، وإفشاء حالة الخنوع، وباغتته عملية فجر الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر وصعقته وأذلّت جيشه وأجهزة استخباراته وتجسسه، وما يتوافر لديه من تقنيات يروج بيعها في العالم، بما في ذلك للحكّام العرب الذين اندفعوا وتسابقوا إلى التطبيع معه!
لقد نشأ الكيان الصهيوني مروّجاً أن فلسطين هي “أرض ميعاده” وفقاً لتوراته، وأن اسلافه كانوا هنا قبل 2000 عام، وأنه يعود إلى أرض الميعاد. ودعمته ومولته وسلّحته إمبراطورتا الغرب “المتحضّر” العلماني: بريطانيا، فرنسا، وأخذته في حضنها الإمبراطورية الأميركيّة، مع بقاء الدعم وتصاعده أوروبياً. وباعتراف هيلاري كلينتون في مذكراتها وفي مقابلة تلفزيونية بُثّت علنا وتناقلتها فضائيات كثيرة، فإن أميركا هي من أوجد “داعش”.
حركة حماس هي وريثة مقاومة فلسطينيّة أسسها رمز كبير قاتل فرنسا ونفوذها وبريطانيا ومشروعها الصهيوني، وأميركا، منذ 13 أيلول/سبتمبر 1993، في حدائق البيت الأبيض، تجرجر من وقعوا معها على وثائق أوسلو، وتخدعهم، أي على امتداد ثلاثة عقود دفعت 700 ألف مستوطن ليحتلوا مزيداً من أرض فلسطين، التي وُعد الموقعون على اتفاقيات أوسلو بالرعاية الأميركية، ولتتبدد أوهام السلام والدولة الفلسطينيّة، ويقع الفلسطينيون في التيه.
فجاء يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر واستيقظ العدو والصديق، ونهض الشعب العربي الفلسطيني بعنفوان وبوعي مختزن في داخله تحت ركام القهر والذل والانكسار. ومن جديد أضاءت فلسطين سماء العالم، وها هي شمسها تملأ الكون، لتثبت أن شعب فلسطين ووعيه لا يُمسخان ولا يًصهران، وأن طريقه إلى القدس لا يمكن أن يحتلها شُذاذ الآفاق السابقون واللاحقون، وأنهم منفوخون بقوّة يُحقنون بها لتنفخ وتغوي بالإعجاب بهم السُذّج من المطبعين العرب.
القسّام رمز في حياة مسيرة أمتنا المقاومة، ومن يحملون اسمه يُمثلون مقاومة شعب لا يتوقف عن المقاومة، ومعه سرايا القدس، و”كتائب أبو علي مصطفى”، ومن قبل مع الرصاصة الأولى في 1/1/ 65 رصاصة العاصفة، التي نريدها أن تتجدد، وننتظرها.
دول الغرب تصعّد الحملة على حركة حماس والمقاومة الفلسطينيّة وتتهم جماس بأنها “داعش”، علما بأن “داعش” صناعة أميركية.
أبطال كتائب الأقصى برهنوا، عبر الصوت والصورة، أنهم يتمتعون بنبل وإنسانية وأخلاق رفيعة عربيّة وإسلامية، وهم يتعاملون مع نساء يهوديات وأطفالهن في بيوتهن مباشرة بعد اقتحام مستعمرات الغلاف، ومع أسيرات حرروهن، وقد اعترفن بدهشة مما رأين من تعامل يتناقض مع الدعايات الصهيونية المبتذلة، ومع ما تقدمه هوليوود عن العرب والمسلمين في أفلامها المُقززة الساذجة.
هؤلاء الأبطال يمثّلون شعبنا، ويضيفون إلى مقاومتنا، ومعهم إخوتنا في الجهاد، و”كتائب أبو علي”، وألوية الناصر صلاح الدين، ولا ننسى العاصفة والرصاصة الأولى، فنحن في انتظارها، فموقعها ينتظرها.
نقلا عن الميادين