هاجم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز نظام خلفه محمد ولد الغزواني، ووصفته حصيلته خمس سنوات من حكمه بأنها كانت حصيلة “العدم والفشل”، مردفا أن البلد “لم يشهد خلال خمس سنوات أي تقدم في أي مجال”، ودعاه إلى إنقاذ الوضع، مشددا على أن الأوان لم يفت بعد.
ورأى ولد عبد العزيز في رسالة مفتوحة وجهها لولد الغزواني أن خطوة واحدة منه بل إجراء واحد منكم يغسله من كل التهم وينقذ البلاد، وهو “إعادة فتح ترشيحات الانتخابات، وقبول مناظرة تلفزيونية حيث سيتنافس جميع المرشحين لاحترام الشعب ولتقديم برامجهم”.
وأضاف ولد عبد العزيز أن ولد الغزواني سيخرج حينها “من ذلك مكرمًا، مُبَرَّءًا من كل اتهام وغير ملام”، مشيرا إلى أنه “يمكن أن يكون لدى الموريتانيين ذاكرة قصيرة وقد ينسون بعض الأمور أحيانًا إذا تطلب الأمر ذلك خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالتخلي عن حقوقهم والعفو لإنقاذ البلاد والحفاظ على الوحدة الوطنية”.
ولفت ولد عبد العزيز في رسالته المطولة والتي تجاوزت 2100 كلمة أنه كان أمام ولد الغزواني ثلاثة خيارات “الأول ضاع بترشحكم، الخيار الثاني يمكن تداركه، وهو السماح لجميع المرشحين بالترشح وترك الشعب يختار بحرية رئيسه كما فعل جيراننا في الجنوب، إخوتنا السنغاليين، الذين أصبحوا قدوة لنا في الديمقراطية، أما الخيار الثالث فهو غير مرغوب فيه، وهو السماح للأمور بأن تستمر في الانفلات منكم وتعريض البلاد لكل أنواع الانحرافات، وفي هذا المجال لا يفتقر مواطنوك إلى الإبداع”.
وخاطب ولد عبد العزيز ولد الغزواني قائلا: “تصرون أو يتم دفعكم للترشح لمأمورية ثانية من طرف نفس الأشخاص الذين وضعوا البلد في هذا الوضع المأساوي. إن هذا الترشح، على الرغم من كونه دستوريًا، يأتي في سياق مشبوه. الشباب الذين ترشحتم من أجلهم لم يعودوا هنا، فقد هاجرت اغلبيتهم لكي لا يستسلموا للمجاعة أو يقضوا أيامهم في سجون وزارتكم للظلم”.
وشدد ولد عبد العزيز – في الرسالة التي وقعها بصفته مرشحا للانتخابات المقررة يوم 29 يونيو المقبل – بأنه كان الأفضل لولد الغزواني أن لا يخاطر في الترشح، مردفا أنه كان عليه أن يستهم “من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي بعد أن قام بتقييم حصيلة خمسيته، انسحب بخطوات هادئة ولكن بكرامة”.
وقال ولد عبد العزيز إن من وصفهم بالشياطين “شياطين البلد، نفس الأشخاص الذين يدورون ويستمرون في الدوران كـ “الإلكترونات الضارة” حول جميع الأحكام، قرروا خلاف ذلك. هم أنفسهم الذين في عام 2019 أرادوا من خلالي الحصول على مأمورية ثالثة لمصلحتهم. واليوم وتلبية لرغبتهم المستميتة لإبقائكم في خدمتهم، لم يترددوا في استخدام كل الحيل والأساليب الدنيئة لاختيار منافسين لكم يناسبونهم”.
ودعا ولد عبد العزيز الرئيس محمد ولد الغزواني لأن يستيقظ مما وصفه بالسبات الذي هو فيه “والذي يلحق الضرر بهذا الشعب، من السبات الذي أغرقتكم فيه هذه العصابة التي لا تعرف قانونًا ولا تؤمن بمبدأ والتي تقود البلاد بلا شك نحو الفوضى والتفكك”.
ورأى ولد عبد العزيز أن هذه الانتخابات لن تزيد إلا من الانقسامات ولن تمنح الحكم أي شرعية، ووصفها بأنها “انتخابات يتم فيها منع المرشحين الذين يحملون مشاريع ملموسة ويتصدرون جميع الاستطلاعات لن تكون لها أي قيمة لا داخليًا ولا خارجيًا”.. متهما ولد الغزواني بالسماح “بتطبيق مبادئ هذه “العصابة” لتحطيم قليل المصداقية التي يمكن أن تدّعيها ديمقراطيتنا الجريحة”.
وأردف ولد العزيز في رسالته أن ما وصفه الحكم المنبوذ لا يمكن أن يستمر، وأن الدعم الظرفي سواء كان داخليا أو خارجيا ليس ضمانًا لاستقرار البلاد أو ضمانا لبقاء الاستبداد والطغيان والظلم، داعيا الرئيس لتذكر مصير بعض رؤساء الدول الذين حظوا بدعم كبير من القوى العظمى وانتهت حياتهم في التشرد دون أن يمكن دفنهم في أرضهم، مثل موبوتو من جمهورية الكونغو ورضا بهلوي شاه إيران… وهناك أمثلة قريبة وحديثة”.
وأضاف ولد عبد العزيز مخاطبا ولد الغزواني: “أنتم ولوحدكم من يجب أن يتحرر من هذه العصابة التي تقودكم إلى حافة الهاوية وتدفع البلاد نحو الانهيار؛ من خلال متابعة الأمور عن كثب وفتح الانتخابات أمام جميع المرشحين الموثوق بهم واحترام فصل السلطات، الذي يعتبر مصدر كل المشاكل. أنتم الضامن للدستور بصفتكم رئيس الجمهورية”.